![]() |
تظاهرات لبنان تدخل فى منعطف خطير |
خرج اللبنانيين عن بكرة أبيهم منذ مساء أمس وإندلعت التظاهرات أولا فى بيروت ثم إنتشرت اليوم فى كل مدن لبنان من شمالها لجنوبها. "يالا إرحل يالا فل شبعنا جوع وشبعنا ذل" هكذا كان شعار المتظاهرين، وهكذا كانت صاحتهم أمام صور رئيس لبنان ميشيل عون فى كل الميادين، وتحولت المظاهرات كالعادة من سلمية إلى مناوشات ثم مواجهات مع قوات الشرطة ومع تخريب لبعض المنشأت العامة من قبل العناصر المندسة، وقد طال هذا التخريب بعض المنشأت الحكومية والخاصة، حتى بعض مقرات حزب الله أخذت نصيبها من هذا التخريب رغم أنها كانت من الخطوط الحمراء.
لبنان تعيش فى مفترق طرق ولا أعتقد أن مطالبات المتظاهرين قابلة للتحقيق فلا يمكن أبدا إسقاط كل السلطات فى البلاد، فلا يمكن عزل الرئيس، وإقالة الحكومة ومجلس النواب وغيرها من مؤسسات الدولة، فذلك لن يكون فى صالح اللبنانيين. كما أنى لا أعتقد أن بيان وزير الخارجية جبران بسيل العاطفى ووعوده البراقة لن تنطلى على الشعب اللبنانى فهى برأيى مجموعة من الوعود لن تجد طريقها للواقع والغرض منها هو إمتصاص الغضب العارم، فلو كان يستطيع مجلس الوزراء فعل شئ فلماذا لم يفعل !!!.
ولا أدرى لماذا هذا البيان من وزير الخارجية !!! معلوماتى أنه جزء من المشكلة، فكيف يكون جزءا من الحل؟ وهل فى أزمة بهذا الحجم لا يخرج علينا رئيس الجمهورية أو على الأقل رئيس الوزراء ؟ سؤال هام يحتاج لإجابة. هذا وقد تواترت أنباء عن قيام رئيس الوزراء سعد الحريرى لإلقاء بيان مساء اليوم مع أخبار عن فرض حالة الطوارئ ومنع التجول وهو الفعل المتاح للحكومة فى الوقت الحالى.بنان دولة تمزقها الأحزاب ولا يمكن لأى دولة أن تستمر بأحزاب مثل حزب القوات اللبنانية وحزب الله. تلك هى الحقيقة التى أدركها الشعب اللبنانى.
أرجوا من اللبنانيين أن يتعلموا جيدا وألا يقعوا فيما وقعت فيه الكثير من الشعوب والأمثلة أمامهم عديدة فلينظروا ماذا حدث لسوريا وليبيا وغيرهم، فضبط النفس مطلوب من الجميع فلو خرجت الأوضاع عن السيطرة فسيحدث مالا يحمد عقباه وأخشى ماأخشاه أن تنزلق لبنان لحرب أهلية سبق وذاق منها الأمرين.
مع تمنياتنا بخروج لبنان من هذه الأزمة العاصفة عما قريب.
قد يعجبك أيضا :
تعليقات: 0
إرسال تعليق