![]() |
أسعار النفط تتهاوى بفعل كورونا |
لم يكتف فيروس كورونا بما سببه من هالة الفزع والخوف على مستوى العالم، وحصده لأرواح ما يقرب من خمسين ألف شخص، وإصابته لما يقرب من مليون شخص، وإحداثه خسائر إقتصادية غير مسبوقة لم تقدر بعد، بل تابع بإشعال حرب تجارية نفطية شرسة وصلت لتكسير العظام بين السعودية وروسيا ليتهاوى سعر برميل النفط مابين 20 الى 25 دولار.
بعد إنتشار الفيروس فى 206 دولة حول العالم، بدأت الكثير من الدول غلق حدودها ومجالها الجوى، وتطبيق حذر تجوال للسكان، وتوقفت الحياة الإقتصادية فى معظم البلدان وخصوصا التى تسيطر على الصناعة والتجارية كالصين واليابان وألمانيا وغيرهم، مما أدى إلى تقليل الطلب على النفط بعد توقف المصانع والطائرات وإنتقالات الأفراد، وهو ما أدى إلى تخمة فى سوق النفط العالمى ترتب عليه إنخفاض أسعار برميل النفط لما دون 25 دولار للبرميل، ويرجح الخبراء أن إستمرار الجائحة بنفس القدر الحالى قد يدفع بسعر البرميل الى حدود 15 دولار بنهاية أبريل الجارى.
وكما هو معروف فإن سعر النفط تكاد تتحكم فيه منظمة أوبك والتى تعد السعودية أول مؤسسيها، والتى إتفقت فى إجتماعها الماضى على تقييد سقف الإنتاج حتى لا تحدث تخمة فى المعروض تزامنا مع قلة الطلب على النفط بسبب توقف الإنتاج والحركة فى معظم دول العالم.
والحقيقة أن هناك الكثير من الدول لديها قدرات إنتاجية كبيرة للبترول لا تنتمى لمنظمة أوبك وأهمها روسيا، ومن هنا تتهم السعودية روسيا أنها لم تتجاوب مع أوبك وتخفض الإنتاج، بينما تتهم روسيا السعودية بأنها لم تلتزم بالاتفاق الأخير مع بقية أعضاء أوبك بتخفيض الإنتاج، والنتيجة كانت تهاوى لأسعار البترول.
فكان لزاما على ترامب أن يتدخل لحماية صناعة البترول فى بلده، والتى تم ضخ فيها إستثمارات بمئات المليارات من الدولارات، ومشكلة هذه الشركات أنها تستخرج البترول الصخرى وهو أعلى بكثيرا فى التكلفة من البترول التقليدى، والسعر المناسب لبيع البرميل لهذه الشركات هو 40 دولار للبرميل، وبما أن سعر بترول تكساس تهاوى إلى 21 دولار، فلك أن تتخيل حجم الخسائر التى تصيب هذه الشركات وهذه الإستثمارات.
ورغم تدخل ترامب وإجراءه العديد من اتصالات مع بوتين والأمير محمد بن سلمان إلا أن الاتفاق مازال بعيدا عن الدولتين.
السؤال الهام ماهى قدرة الدولتين على استمرار فى ظل سعر برميل النفط المتهاوى ؟ يقول الخبراء أن روسيا أقل إعتمادا على النفط فى تمويل موازنتها، بينما يمثل النفط 90% من إيرادات السعودية، وحيث أن عجز الموازنة فى روسيا غير كبير فإنها يمكنها استمرار مع سعر البرميل فى حدود 25 دولار ولمدة عشر سنوات دون تأثير قوى عليها، فى حين أن السعودية تعانى من عجز شديد وتحتاج لسعر البرميل أن يصل إلى 90 دولار لتغطية العجز.
فهل ياترى من سيكون الغالب، فى ظل إعتبار ترامب لمنظمة أوبك كمنظمة إحتكارية، وهل تستمر سياسية النفس الطويل أم سيكون هناك إتفاق بضغط من ترامب ؟ نترك الأيام القادمة تجيب على هذه التساؤلات.
تعليقات: 0
إرسال تعليق