تحيرت الناس وتعجبت من أمر هذا الأردوغان الذى لم يترك دولة قريبة أو بعيدة إلا وحاول أن يقلب شعبها على بعضه، أو أن يوقع الدول المجاورة لبعضها، ويحالف إحداها ضد الأخرى.
فلم تسلم دولة عربية من أطماع وأحلام الخليفة العثمانلى، بداية من العراق وسوريا، وليبيا، ثم قرصنته فى البحر الأبيض المتوسط ومغامراته وإنتهاكاته للحدود البحرية لكل من قبرص واليونان، وأخيرا مساندته لأذربيجان ضد أرمينيا فى خلافهم الأخير.
وللأسف موقف الإتحاد الأوروبى فى منتهى الضعف، فهو يذكرنى بالعالم العربى الذى لا يقوى إلا على الشجب والتنديد، والكلام وليس الأفعال، حتى وإن كان تجاوز المعتوه ضد دولتين من أعضاء الإتحاد الأوروبي.
فالإتحاد الأوروبى مازال يردد نغمة التهديد والوعيد على إستفزازات الخليفة التركى فى خلافه مع قبرص واليونان، ويهدد بإستخدام كل أدواته وخياراته المتاحة فى منع تركيا من إتخاذ أى إجراءات أحادية فى شرق المتوسط، وفرض عقوبات إذا ما إستمرت تركيا فى عمليات التنقيب غير القانونية فى المياه الإقليمية لجزيرة قبرص.
مجرد كلام مرسل لا يشبع ولا يغنى من جوع، فالخليفة التركى ينتهك يوميا القانون الدولى وليس من الأن، ولكن منذ عدة سنوات، والدليل على ذلك موقف الإتحاد الباهت من غزو تركيا لليبيا وإرسال السلاح والعتاد وآلاف المرتزقة تحت سمع وبصر ورقابة أساطيل الإتحاد.
والمثل القائل إن لم تستح فإفعل ماشئت ينطبق تماما على تركيا، كما ينطبق عليها أيضا المثل القائل من آمن العقاب أساء الأدب، فهاهى تركيا تتدخل وتؤجج الصراع الدائر بين أرمينيا وأذربيجان، وها هو أردوغان يرسل أسلحته ومرتزقته لمساندة أذربيجان رغم أنه لا ناقة له ولا جمل فى هذا الصراع، ضاربا بالقانون الدولى عرض الحائط.
يبدوا أن أحلام الخليفة العثمانلى صورت له أنه يقود دولة عظمى، فقام بإستنساخ التجربة الأمريكية مع شركات الحروب أمثال ( بلاك ووتر ) والتجربة الروسية المشابهه مع شركة ( فاجنر) إعتقادا منه أنه يملك اليد العليا فى كثير من الصراعات بالمنطقة.
وللأسف وجد أردوغان ضالته فى المرتزقة السوريين الذين باعوا وطنهم ثم أنفسهم من أجل حفنة دولارات، ورغم فشل كل مغامرات أردوغان حتى الآن، فإننا لا نعلم إلى متى يلتزم العالم الصمت عن كل هذه الإنتهاكات، فعلا إن لم تستح فإفعل ماشئت فى ظل عالم يسوده الكيل بمكيالين.
قد يعجبك أيضا:
خلى بالك ولا يخفى عليك انة يعمل كل ذلك بغطاء امريكى وهى الغائب الخاضر لوجود روسيا فى ليبيا وبالنسبة لاذبرجان علسان خط الغاز الذى يصل الى تركيا وكذلك اوروبا
ردحذفمما لا شك فيه أنه لا يستطيع أن يفعل ذلك بدون ضوء أخضر من أميركا
حذف