نشأة حركة طالبان
نشأت حركة طالبان في أوائل التسعينيات، وبرز نجمها بداية عام 1994، في شمال باكستان، عقب إنسحاب قوات الإتحاد السوفيتي من أفغانستان.
ويعتقد أن الحركة بدأت في الظهور لأول مرة في المعاهد الدينية التي تتبنى نهجاً دينياً محافظاً في باكستان ( رغم إنكار باكستان لقيامها بأى دور فى نشأة الحركة )، والتي كانت على الأرجح تمول بصفة أساسية من مصادر خارجية مجهولة.
نمت الحركة وترعرعت فى أفغانستان وإستطاعت طالبان أن تحكم أفغانستان من عام 1996 وحتى عام 2001، والغريب أنه لم يعترف بها سوى ثلاث دول وهي: باكستان والسعودية والإمارات.
وقد أجبرت حركة طالبان على ترك الحكم بعد الغزو الامريكى لأفغانستان بدعوى القضاء على القاعدة، وبذلك سقط نظام طالبان، وقامت الولايات المتحدة بفرض رئيس وحكومة من الموالين لها ووفرت لهم التمويل والدعم العسكرى للبقاء فى السلطة.
أبرز أعضاء طالبان
يقود طالبان فى الوقت الحالى الملا عبد الغني برادر، رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان وهو الذي سيكون، على الأرجح، الرئيس الأفغاني القادم.
ورغم أن برادر هو أكثر معرفة عند الجميع، إلا أنه فى الحقيقة ليس زعيم حركة طالبان كما يظن البعض، إذ يعتبر عمليا الرجل الثاني في الحركة، بعد زعيمها هبة الله أخوند زاده، الذي لم يظهر على الملأ حتى الآن.
ولد عبد الغنى برادر عام 1968 في ولاية أورزغان وكان واحدا من الذين شاركوا في القتال ضد القوات السوفيتية في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، وهو صهر مؤسس حركة طالبان وزعيمها الأول، الملا محمد عمر( الأب الروحى للحركة) كما شارك معه في تأسيس الحركة.
وبعدما سيطرت حركة طالبان على غالبية الأراضي الأفغانية بين عامي 1996 و2001، حيث شغل الملا عبد الغني مراكز قيادية في الحركة ومن بينها حاكما لعدة ولايات، وبعد الغزو الأميركي كان واحدا من المفاوضين عن طالبان بشأن استسلام الحركة التي هزمت على يد القوات الأمريكية.
فر الملا عبد الغني إلى باكستان مع هزيمة حركته أمام القوات الأميركية. ولم يكن بعده عن مركز العمليات الحربية سببا في عدم اشتراكه فيها، إلا بعدما استعادت طالبان قوتها تدريجيا.
وكان الملا عبد الغني ينسق الجهود الحربية من باكستان.
واعتقلت القوات الباكستانية عبد الغني برادر عام 2010، وظل في السجن حتى عام 2018، بعد تدخل من جانب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، حتى يتسنى له المشاركة في مفاوضات السلام التي كانت تسير حينها على قدم وساق.
ثم حدث ماحدث، قرار مفاجئ من الرئيس الأمريكى جو بايدن مفاده إنسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بدعوى إنتهاء مهمة القضاء على داعش والقاعدة، وذلك على مايبدوا بالإتفاق مع حركة طالبان، ولكن لم يدر بخلد بايدن أن حركة طالبان تستطيع السيطرة على مختلف ولايات أفغانستان فى عدة أيام بما فيهم العاصمة كابل، وإختفاء القوات المسلحة الأفغانية وكأنها فص ملح وذاب، ودخول طالبان كابل بدون أى مقاومة تذكر.
ولا يخفى على الجميع من هو الرئيس بايدن والدور الذى لعبه مع باراك أوباما لتنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة لإنشاء أنظمة حكم إسلامية مهادنة وموالية للغرب.
معنى وصول طالبان للحكم
ويرى الكثيرون أن وصول طالبان إلى العاصمة كابل معناه أن يجلس التشدد فى الحكم، ومعناه أن يتربع التطرف فوق الكرسى، ومعناه أن يغيب الإعتدال وتتوارى الوسطية، ومعناه أن يحل الظلام مكان النور، ومعناه أن ينطفئ كل شعاع يمكن أن يكون قد أضاء فى بلاد الأفغان طوال السنوات الماضية.
وصول طالبان للحكم سوف يعيد أفغانستان لعهود التخلف، والقضاء على الديمقراطية التى تمتعت بها أفغانستان على مدار العشرين عاما الماضية، والقضاء على حقوق الإنسان وخصوصا حقوق المرأة التى ستعود لعصر الحريم.
وصول طالبان لحكم أفغانستان سوف يخلق زخم خبيث لإنعاش الإسلاميين المتطرفين من جديد، وسوف يطال الجميع بما فيهم نحن العرب وبالذات دول الخليج.
فهل تتحول أفغانستان إلى ساحة للعب بين القوى العظمى التى تتقدمها الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية؟
معلومات قيمة
ردحذف