-->

اليهودية والصهيونية ومعاداة السامية


معاداة السامية


قبل أن نتحدث عن معاداة السامية وجب علينا أن نتطرق إلى معرفة ماهى اللغات السامية.


تعريف اللغات السامية


اللغات السامية هي فرع من عائلة اللغات الإفريقية الآسيوية ( Afro-Asiatic)، ينتشر متحدّثوها في جميع أنحاء شمال أفريقيا وجنوب غرب آسيا.


يتحدث باللغات السامية حاليا حوالي 500 مليون شخص، ويتركز متحدثوها حاليا في الشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا.


 أكثر اللغات السامية إنتشارا في عصرنا الحالي هي اللغة العربية إذ يفوق متحدثيها 450 مليون متحدث ، تليها الأمهرية بـ27 مليون متحدث تليها التيغرينية بحوالي 6,7 ملايين متحدث وهى من ضمن اللغات المستخدمة فى أثيوبيا،  ثم اللغة العبرية بـ5 ملايين متحدث.


تعريف معاداة السامية


معاداة السامية أو معاداة اليهود (بالإنجليزية: Anti-Semitism)‏ هو مصطلح يعطى لمعاداة اليهودية كمجموعة عرقية ودينية وإثنية على خلاف حقيقته.


 والمعنى الحرفي أو اللغوي للعبارة هو "ضـد السامية"، وتُترجَم أحياناً إلى "اللاسامية". 


تم إستخدام هذا المصطلح لأول مرة من قبل الباحث الألماني فيلهم مار ليصف به موجة العداء لليهود في أوروبا الوسطى في أواسط القرن التاسع عشر بقيادة ألمانيا النازية وحلفائها.


وبالرغم من إنتماء العرب والآشوريين وغيرهم إلى الساميين ( كما سبق وأوضحنا من قبل)، إلا أن معاداتهم لا تصنف كمعاداة للسامية بفضل حيل وألاعيب الصهاينة، لتصبح معاداة اليهود وحدها هى التى تعد شكلاً من أشكال العنصرية.


وهكذا نجد أن جذر كلمة "سامي" يعطي انطباعًا كاذبًا بأنّ معاداة الساميّة موجّهة ضد جميع الشعوب التي تنتمي للأعراق الساميّة (وهي الشعوب التي تتكلّم اللغات السامية منها العربيّة والعبريّة والآشوريّة والفينيقيّة والآراميّة).


لكن تمّ تضييق مفهوم مصطلح "معاداة السامية" كمصطلح علمي لـ "كراهية اليهود دون سواهم" وأصبح هذا المصطلح شائعاً منذ ذلك الحين.


الفرق بين الصهيونية واليهودية


تعريف الصهيونية


ظهرت الصهيونية المعاصرة كحركة سياسة ناشطة في القرن التاسع عشر  لمواجهة حالة الاضطهاد المستمر لليهود طوال القرون التي تعرض لها اليهود في المهجر.


ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد (إيريتس يسرائيل) ورفض إندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد الذي وقع عليهم في الشتات، وذلك بعدما فقد اليهود أية آمال في إحتمال حدوث تغيير جذري في حياتهم. 


هذه الأجواء كانت مصدر ظهور القادة اليهود الذين تبنوا الصهيونية نتيجة لخطورة ظاهرة معاداة السامية التي كانت سائدة في المجتمعات المحيطة بهم.


والحقيقة أن تفهم الفرق بين الكيانين، اليهودية والصهيونية، كل على حدة، ليس بالأمر الصعب.


ماهى الديانة اليهودية


 الديانة اليهودية هى إحدى الديانات السماوية المعترف بها شأنها فى ذلك شأن الديانة الإسلامية والديانة المسيحية، وقد ظهر مصطلح يهودي نسبة إلى قبيلة يهوذا، في الكتاب المقدس، ويوصف اليهود بالعبرانيين أو بأطفال إسرائيل.


ويعيش نحو 42٪ من اليهود في إسرائيل في حين يعيش45 ٪ آخرين في الولايات المتحدة وكندا، أما بقية اليهود فهم متناثرين في أجزاء مختلفة من العالم. 


هكذا يتضح لنا أن الصهيونية هى حركة سياسية لليهود تنبع من رغبة قوية في جمع شمل جميع اليهود وإعادة توطينهم في وطنهم المزعوم، أي إسرائيل.


وعليه فإن معاداة السامية هي عمل عدائي أو تحيز ضد المواطنين اليهود، أما الصهيونية فتشير إلى الحركة التي سعت لإنشاء دولة لليهود في الشرق الأوسط، مشابهة للأرض التاريخية المزعومة لإسرائيل، وهو ما يعارضه المناهضون للسامية.


ولذلك فإن العالم جميعا بما فيهم العرب ضد الصهيونية التى تريد التوسع وإغتصاب حق الغير، ولكننا لسنا ضد السامية، فنحن فى الأصل من السامية، ولكن الحكومة الإسرائيلية وداعميها يخلطون عمدا بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية لمنع انتقادها.


 

د.محمد جلال
كاتب المقالة
كاتب ومحرر في موقع إهتمامات العرب .

جديد قسم : أخرى

إرسال تعليق