أخر الاخبار

قبل أن تتحول حياتنا كلها إلى مهرجان كبير

قبل أن تتحول حياتنا كلها إلى مهرجان كبير

لا عجب أن ينشغل الكثير منا بمتابعة النقاشات التى تحوم حول مايطلق عليه أغانى المهرجانات والتى لا تعبر إلا عن تدهور الأخلاقيات " بما يقدمونه من كل هابط ومسف"، وتقديم مايطلق عليه مجازا (فن)، بما فيه ويحتويه من كلمات هابطة ومسيئة، ليتوائم مع  إنتشار ثقافة الزحام، وماتحتويها من تلوث سمعى وبصرى يكاد يسد أعيننا ويفسد أذواقنا ويهاجمنا حتى فى عقر ديارنا.

قبل أن تتحول حياتنا كلها إلى مهرجان كبير
قبل أن تتحول حياتنا كلها إلى مهرجان كبير

ماهى أغانى المهرجانات

المهرجانات الشعبية المصرية، نوع جديد من الأغاني الموسيقية الشعبية في مصر، والتي إنتشرصيتها في بداية 2012 ومازالت مستمرة حتى تاريخه، وهي خليطٌ من موسيقى الراب والتكنو، أو موسيقى الكترو-شعبي بصبغة محلية.

مشكلة هذه الأغانى أن كلماتها مسفة، ومؤدوها لا صوت لهم، وموسيقاها ملوثة للسمع، ولا تراعى الذوق العام.

هل أغانى المهرجانات فن ؟

إنقسم الناس مابين مؤيد لفكرة أن أغانى المهرجانات فن له جمهوره، وله مستمعيه، وأنه كغيره من الفنون الشعبية، ومابين معارض للفظ مهرجانات نفسه، ويدلل على أن المهرجانات ليست فنا، بدليل أنك لا تستطيع الإستماع لها فى كل الأوقات، وأن أغلب مؤديها صوتهم نشاز.

لماذا سميت هذه الأغانى بأغانى المهرجانات ؟

يرى بعض الموسيقيين المخصصين أن أصل كلمة مهرجان تأتى متناسبة مع أجواء الأغاني الشعبية التي كانت تنتشر في المناطق والأحياء الشعبية بالضواحي إحتفالا بمناسبة أو فرح حيث يختلط صوت الموسيقى العاليه مع النغم والكلمات التي يرددها مغن شعبى وإرتباطها بهذه المناسبات.

كيف تؤثر موسيقى المهرجانات على سلوك البشر ؟

والمهرجانات بشكلها الحالى تقدم قيما سيئة للمجتمع، وتحرض علي سلوكيات سلبية  لما تقدمه من محتوي هابط وومبتذل متمثل في كلمات متدنية وتحتمل الكثير من المعانى، وتحمل الكثير من الإيحاءات، فمنها من يتحدث عن الخمر والحشيش، وهى بالغة التأثير على الشباب والذى يمثل النسبة الأكبر من هذا المجتمع،مما يجعلها  تهدد البنية المجتمعية من المجتمع.

وتناسى الجميع أننا نعيش مهرجان فى كل ناحية من نواحي الحياة، فمهرجان الفتاوى الدينية الشاذة والقاتلة تمضى فى طريقها من أشخاص غير متخصصين فى الدين، وكما أننا إستنكرنا فعل شاكوش وبيكا وأورتيجا، فإننا نعيش فى ظلمة فتاوى أبو إسحاق الحوينى وحسان وغيرهما والذين لا يقلون إلا زيفا وخداعا وفجرا لا  يقل عن مطربى المهرجانات.

فهم لا ينفكون يصدرون الفتاوى والأحكام التى ماأنزل الله بها من سلطان، ليهوى بالناس ودينهم إلى الحضيض، ويستقطبون مهاويسهم ومريديهم إلى مستنقعات التكفير والإرهاب.

والناظر للأمر بتعقل وروية يكتشف أنه لولا وجود مستمعين ومريدين لهذه الفئات الضالة من مطربى المهرجانات ومشايخ الفتن، لما إستطاعوا أن يتواجدوا ويتوغلوا بيننا حتى وصلوا للفئات الدنيا من قاع المجتمع، فالعيب فينا، نحن من إستمع ونحن من شجع ونحن من نشر ونحن من سكت، فالوم علينا نحن.

فلطالما نادينا أن تطوير البشر أولى من تطوير الحجر، فالبشر هو صانع الحضارة، ولذلك وجب علينا جميعا حكومة وشعبا أن نحاول أن نمنع هذه التشوهات أن تسيطر على أخلاقياتنا، وماحدث من أعمال شغب عقب مباراة السوبر بين الأهلىوالزمالك من اللاعبين والجمهور لخير دليل على تدنى الأخلاق وإنحطاطها.

 يجب علينا جميعا أن نصطف حول إعادة القيم المحترمة والمفردات الجميلة، فأين زمن الفن الجميل ؟ وأين عباقرة الغناء المصرى والعربى، والذى ترعرعت أسماعنا عليهم، وتأثرت بهم الوجدان، وكانوا جزءا أصيلا فى تشكيل وجداننا، لأنه لو إستمر وضعنا على هذه الشاكلة فسيزداد المجتمع إنحطاطا وتدهورا وتتحول حياتنا كلها إلى مهرجان كبير، رحم الله زمن الفن الجميل 

قد يعجبك أيضا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-