أخر الاخبار

الجيش الأبيض جنودنا فى مواجهة كورونا



الجيش الأبيض جنودنا فى مواجهة كورونا

إستفزنى كثيرا السجال الدائر هذه الأيام على صفحات التواصل الاجتماعي بين بعض الأطباء ومؤيدوهم، وبعض الفئات من الشعب، فلم يعرف أبدا أن شعبا يدعوا لإنقسام جبهته الداخلية وهو فى منتصف معركة كارثية تعصف بالأنفس والأرواح.


الجيش الأبيض جنودنا فى مواجهة كورونا
الجيش الأبيض جنودنا فى مواجهة كورونا


الغريب أن هذه المعركة تجد من يزكيها ويزيدها إشعالا كل يوم بنشر بوستات خائبة توضح الفرق بين الضحايا من الأطباء والضحايا من الجيش أو الشرطة.

وللأسف ينخرط فى هذه الحملة بعض الأطباء إما تحيزا للمهنة أو للزماله، وإما لأغراض أخرى نعلمها جميعا، وأغلب هذه البوستات لأطباء يعرفهم الجميع ويعرف ميولهم الإخوانية.

فمنهم مثلا من يقارن بين ضحايا الفيروس من الأطباء وضحايا الإرهاب من الشرطة أو الجيش، وكيف أن ضحايا الإرهاب من شرطة وجيش هم وأهاليهم ومايتمتعون به من مرتبات عالية ومستشفيات فخمة ونوادى وديارعلى أعلى مستوى والمنتشرة فى كل المحافظات، بالإضافة الى الخدمات الأخرى من مجمعات إستهلاكية وغيرها من الكثير من المزايا، وهو مايفتقده ضحايا الفيروس من الأطقم الطبية وعائلاتهم فلا مرتبات جيده ولا مستشفيات راقيه ولا معاشات مجزية، ولا ديار، ولا أى مزايا أخرى.

ورغم وجاهة عرض القضية إلا أن الغرض منها فى منتهى الخبث وهو دق إسفين بين الجيش والشرطة وبقية فئات الشعب وخصوصا الأطباء، وأطقم الرعايه الطبيه.

ومع تسجيل أرقام قياسية في عدد الإصابات بكورونا في مصر، تتجه الأنظار جميعا لمكافحة الوباء، الذى يمثل حائط الصد الأول فيه الطواقم الطبية من أطباء وممرضين ومسعفين لأنهم هم الجنود الحقيقيون على جبهة كورونا الأمامية.

ومما لاشك فيه أن الطواقم الطبية تقوم بمجهودات فوق طاقة البشر العاديين فى ظل أنظمة صحية متهالكة وإمكانيات طبية ضعيفة، ولابد من مساندتهم ليس بالكلمات والأغانى وإنما بالأفعال وبالإهتمام والتقدير من جانب الشعب والدولة، ويكفى ماتتعرض له الطواقم الطبية من تنمر من قبل قلة جاهلة.

ووفقا لأحدث إحصائيات وزارة الصحة فإن الإصابات من الطواقم الطبية تعدت ٣٠٠ شخص بقليل وعدد الوفيات لم يتجاوز ١٥ حالة وفاة، ورغم قلة العدد بالمقارنة لشهدائنا من الجيش أو الشرطة، فإنه يجب توفير أقصى درجات الحماية لهم فهم يقومون بعمل جليل يضحون فيه بأنفسهم من أجل خدمة المرضى.

جيشنا الأبيض جنود يفارقون أسرهم ويعملون لساعات طويلة داخل مبانى معزولة فى ظروف فى منهى القسوة محفوفة بالمخاطر لا مجال فيها  للخطأ أو التهاون، إبتغاء الحفاظ على أرواح أخرى، باعتبارهم خط الدفاع الأول، إنهم ملائكة الرحمة أصحاب الملابس البيضاء،  الذين ضربوا أعظم الأمثلة فى التفانى والإجتهاد  فى العمل على منع إنتشار فيروس كورونا، والذى إجتاح العديد من البلدان ولم تسلم منه حتى الدول النتقدمة، فاستحقوا لقب الجيش الأبيض أو حراس الأرواح ، تعبيرا عن التضحيات التى يقدمونها.

فلماذا لا يتم تخصيص مستشفى، ولو صغير، فى كل محافظة لمعالجة الأطقم الطبية المصابة، ولماذا لا يتم عمل تكريم مادى ومعنوى للضحايا منهم ، ولماذا لا نستمع لمطالبهم ونلبى منها مانستطيع خصوصا بعد شكوى الأطباء من نقص الكمامات والمعقمات وغيرها من المستلزمات الوقائية في المشافي والمراكز الصحية.

فى تصريح أخير لممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر  أفاد أفاد أن 13% من المصابين بمصر هم من العاملين بالقطاع الصحى.

إن أبطال الجيش الأبيض من الأطقم الطبية سواء كانوا أطباء أوممرضين أوصيادلة وفنيين وإداريين، وجميع العاملين في الحقل الطبي،قد ضربوا أعظم الأمثلة في العطاء والتضحية، وقاموا بجهود متميزة في المعامل المركزية ومستشفيات العلاج والعزل معرضين أنفسهم لمخاطر الإصابة بالفيروس القاتل.

فالمعركة فى رأيى لم تبدأ بعد، ونحن فى حاجة لتكاتف الدولة مع الشعب، وعلى كل أن يؤدى دوره وأن يرجح صوت العقل، وألا ينساق لدعاوى مغرضة هدفها النيل من وحدة هذا الوطن.

تحية لكل من قدم روحه فداءا للوطن، داعين الله عز وجل أن يرفع عنا البلاء والوباء وأن يحفظ الله مصر وشعبها.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-