المشتقات المالية Derivatives
كثر الحديث الأيام الماضية عن نية الحكومة، أو بالأحرى البنك المركزى فى إستخدام المشتقات الماليه، سواء فى النقد الأجنبى أو فى البورصة المصرية.
لذا سيتم فى هذه المقاله شرح مبسط عن ماهية المشتقات الماليه، وأنواعها، وأهميتها.
 |
| ما هى المشتقات المالية Derivatives، وأنواعها ؟ |
تعريف المشتقات المالية:
المشتقات المالية هي أدوات مالية تستمد (تشتق) قيمتها من أداء أصل حقيقي أو مالي أو من أداء أحد المؤشرات السوقية.
- ويندرج تحت مايسمى الأصول الحقيقية: السلع الأولية ( مثل الذهب، النفط، المعادن، القمح، والأرز، إلخ…
- أما الأصول المالية فتشمل الأوراق المالية كالسندات والأسهم.
- وأما المؤشرات المالية فتشمل العديد من المؤشرات العالمية التى تتداول فى البورصات العالمية كفوتسى وكاك أو المؤشر الثلاثينى أو السبعينى فى البورصة المصرية.
وعليه فإن المشتقات هي عقود تتم بين طرفين، تشتق هذه العقود قيمتها من سعر أصل أساسي، هذه لعقود مقيدة بوقت وسعر محددان في العقد لتسليم الأصل الأساسي، أو أن تتم التسوية نقدياً في تاريخ مستقبلي.
أهمية إستخدام المشتقات
الغرض الأساسى من إستخدام المشتقات هو التحوط وليس التكهن بأسعار السلع المستقبلية، فالتحوط ماهو إلا فقط طريقة لإدارة المخاطر، لأن الربح متضمن فى السعر، والتحوط هنا يساعد على حماية هذه الارباح من التقلص، نتيجة تحركات السوق، وتأثيره على سعر السلع.
ولا ينفى هذا أن البعض يستخدم المشتقات للاستفادة من فروق الأسعار نتيجة توقعه بتغير فى حركة السوق، يؤدى إلى إرتفاع فى سعر السلعة.
وتساعد المشتقات المالية على نقل المخاطر المالية بين الأطراف المتعاقدة عبر الأسواق المالية المنظمة أو الموازية.
إيجابيات إستخدام المشتقات
المشتقات المالية كانت موجودة في الأسواق منذ فترة طويلة، ولكنها أصبحت الآن أكثر إتساعا وإنتشارا.
- جعل التداول أكثر شيوعًا وأكثر سهولة.
- سهولة التداول عبر الإنترنت وسهولةالوصول إليها.
- زيادة كفاءة الأسواق المالية.
- تقليل الضغط على السوق اللحظية Spot.
ينقسم سوق المشتقات إلى فئتين:
- مشتقات Organized Exchange وهى المشتقات القائمة على التبادل والمدرجة فى البورصات العالمية، مثل بورصة شيكاجو التجارية، والتى تعد من أكبر أسواق تداول المشتقات فى العالم، والمشتقات المتداولة في البورصة موحدة وأكثر تنظيمًا من تلك التي يتم تداولها خارج البورصة وهى تشمل العقود المستقبلية والخيارات.
- OTC ( Over- the- Counter) ، هي مشتقات غير مدرجة في البورصات، وغير منظمة ويتم تداولها مباشرة بين الأطراف، وهذه الأنواع تحظى بشعبية كبيرة بين البنوك الإستثمارية، رغم إحتمالية فشل الطرف المقابل فى الوفاء بإلتزاماته مثل العقود الآجلة وعقود المبادلة.
أنواع المشتقات
هناك العدد من المشتقات الشائعة التي يتم تداولها بشكل متكرر في جميع أنحاء العالم، ففى الواقع فإن سوق المشتقات كبير للغاية.
السبب في كونه كبيرًا جدًا هو أن هناك مشتقات متاحة للعديد من الأصول المختلفة بما في ذلك السندات والأسهم والسلع والعملات وما إلى ذلك، وهو المفضل عند العديد من المستثمرين كبديل من شراء الأصول الأساسية.
ومن أمثلة المشتقات العقود الأجلة، والخيارات، والمبادلة.
العقود الآجلة Forward
العقود الآجلة ، هى عقود لا تتداول في البورصة، وإنما يتم تداولها فقط OTC، فعند
إنشاء عقد آجل ، يجوز للمشتري والبائع الإتفاق فيما بينهما على الشروط والحجم وعملية التسوية دون أى قيود.
وعليه كمنتجات خارج البورصة ، تحمل العقود الآجلة درجة أكبر من مخاطر الطرف المقابل لكلا الطرفين، بمعنى أن العقد يتعرض لمخاطر عدم قدرة أى طرف من الأطراف على عدم الالتزام بشروط العقد.
العقود الآجلة (المستقبلية) Futures
العقود المستقبلية ببساطة ، هو إتفاق بين طرفين لشراء وتسليم أصل بسعر متفق عليه في تاريخ مستقبلي تماما كالعقود الأجلة، مع وجود بعض الإختلافات.
العقود المستقبلية هي عقود موحدة يتم تداولها في البورصة، ويستخدمها المتداولون للتحوط من مخاطرهم أو المضاربة على سعر الأصل الأساسي.
تلتزم الأطراف المعنية بالوفاء بالتزامها بشراء أو بيع الأصل الأساسي.
وبالتالى هى عقود موحدة سعرها مشتق من أصول أساسية تشترى وتباع فى السوق لتسويتها فى المستقبل.
مثال
لو إتفق مشترى مع بائع على شراء ١٠٠ سهم من الأسهم الأساسية المقيدة بالبورصة، بسعر متفق عليه، على أن يتم التسليم فى ميعاد مؤجل متفق عليه أيضا، فينتج عنه التزام كلا الطرفين بإتمام الصفقة في التاريخ المستقبلى المحدد، وبالسعر المتفق عليه.
مثال
فى إكتوبر 2022 ، إشترت شركة أمريكية "أ" عقد مستقبلى للنفط بسعر 82 دولارًا للبرميل تنتهي صلاحيته في 19 ديسمبر 2022. وتقوم الشركة بذلك لأنها تحتاج إلى النفط في ديسمبر وتشعر بالقلق من أن السعر سيرتفع قبل أن تحتاج الشركة إلى الشراء.
يؤدي شراء العقود المستقبلية للنفط إلى التحوط من مخاطر الشركة لأن البائع ملزم بتسليم النفط إلى الشركة "أ" مقابل 82 دولارًا للبرميل بمجرد انتهاء العقد.
إفترض إرتفاع أسعار النفط إلى 93 دولارًا للبرميل بحلول 19 ديسمبر 2021. يمكن للشركة "أ" قبول تسليم النفط من بائع العقد المستقبلى ، ولكن إذا لم تعد بحاجة إلى النفط ، فيمكنها أيضًا بيع العقد قبل انتهاء صلاحيته والاحتفاظ بالأرباح وهو الفرق بين السعرين وهو 11 دولار للبرميل.
في المثال السابق ، يقوم كل من المشتري والبائع بالتحوط من مخاطرهما.
إحتاجت الشركة "أ" إلى النفط في المستقبل وأرادت تعويض مخاطر إرتفاع السعر في ديسمبر بمركز طويل في عقد مستقبلى للنفط. وقد يكون البائع شركة نفط مهتمة بانخفاض أسعار النفط وأرادت القضاء على هذا الخطر عن طريق بيع عقد مستقبلي على المكشوف يحدد السعر الذي ستحصل عليه، وهو الهدف الأساسى من العقود المستقبلية وهو التحوط.
علما أنه يجوز أن يكون أحد أطراف العقد أو كليهما مضارب، وفى هذه الحالة سيكسب طرف 11 دولار فى كل برميل، وسيخسر الطرف الثانى نفس المبلغ.
علما أن العقد الآجل لنفط غرب تكساس الوسيط (WTI) الذي يتم تداوله في بورصة شيكاغو التجارية يمثل 1000 برميل من النفط.
الخيارات
Options
تتيح خيارات التداول في أسواق المشتقات للمتداولين الحق في شراء (CALL) أو بيع (PUT) الأصل الأساسي بسعر محدد، في أو وقت قبل تاريخ معين دون أي التزامات، وهو الفارق الرئيسي بين تداول الخيارات والعقود الآجلة.
فالخيارات مشابهة جدا للعقود الآجلة، ولكنها أكثر مرونة.
هذا يجعله مفضلاً للعديد من التجار والمستثمرين.
العقود Futures مقابل Options الخيارات
الغرض من كل من العقود المستقبلية والخيارات هو السماح للناس قفل الأسعار مقدما، قبل التجارة الفعلية.
هذا يتيح للمتداولين حماية أنفسهم من مخاطر التغيرات غير المواتية للأسعار.
ومع ذلك، فى العقود الآجلة، فإن المشترين ملزمون بدفع المبلغ المحدد بالسعر المتفق عليه عند وصول الموعد المحدد، أما مع الخيارات، يمكن للمشتري أن يقرر التراجع عن العقد. وهو الفرق الرئيسي بينهما.
لذا، إذا كنت ترغب في الحصول على خيار التراجع عن الصفقة، فعليك التفكير في الخيارات، وإذا لم يكن كذلك، فعليك التفكير في العقود الآجلة.
مقايضة / مبادلة Swap
المقايضات هي نوع آخر شائع من المشتقات ، وغالبًا ما تستخدم لتبادل نوع واحد من التدفق النقدي بآخر. على سبيل المثال ، قد يستخدم المتداول مقايضة أسعار الفائدة للتبديل من قرض بسعر فائدة متغير إلى قرض بسعر فائدة ثابت.
وهي ليست أدوات متبادلة أو متداولة بل هي عبارة عن عقود مخصصة للتداول خارج البورصة بين اثنين من المتداولين.
أسباب تداول المشتقات
تتداول المشتقات إما بغرض المضاربة أو بغرض التحوط، حيث يتطلع المتداولون إلى الربح من تغير أسعار الأصول الأساسية أو الأوراق المالية أو المؤشرات، أو يتحوطون من تغير الأسعار الغير مواتية فى المستقبل القريب، وبذلك يقللون من هذه المخاطر.
كما أنه يقلل الضغط على السوق اللحظية، ويتيح للشركات التخطيط الجيد لإلتزماتهم بالعملات الأجنبية.
وحسنا مافعله البنك المركزى ببداية إستخدام المشتقات فى مصر، والسماح للبنوك المصرية بالتعامل بها مع عملائهم فى النقد الأجنبى، ومازلت أطالب بإستخدام المشتقات المالية فى سوف المال المصرى بهدف تنشيط البورصة المصرية.