دراسة الجدوى الإقتصادية للمشاريع Feasibility Study
في عالم متغير ملئ بالمشاكل والأزمات المالية والإقتصادية، أصبح الشغل الشاغل لرجال الأعمال هو البحث عن فرص جديدة للإستثمار تساهم في تحقيق النجاح وتقدم مشروعاتهم للأمام ، مما يستلزم إستخدامهم لبعض الأدوات التى تمكنهم من اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة، ومن أهم هذه الأدوات دراسة جدوى المشروع.
وجود فكرة لمشروع قد يبدوا ناجحا لا يعد دليلا على القدره على تنفيذه ولا تحديد مدى جدواه ولا مستوى ربحيته المحتمل، وهنا يبرز اهمية دراسات الجدوى إذ تساعد على تقييم الفرصة التجارية المقترحة، وتحديد مدى جدواها ماليا وإقتصاديا وإجتماعيا، ، فهي تعطى لمتخذ القرار رؤية واضحة حول جدوى المشروع المقترح، وإمكانية نجاحه.
مهما كانت فكرة المشروع التي تدور في ذهن متخذ القرار، فهى تحتاج إلى معرفة مدى نجاحها، وتحتاج إلى تقييم الإمكانات، والتنبؤ باحتمالات النجاح أو الفشل وتقدير إذا كان مُمكنًا وواقعيا وتقنيًا قابليته للتنفيذ في إطار موارد محددة، وما إذا كان مُربحًا من عدمه.
وقد يعتقد البعض أن إجراء دراسة الجدوى لا يتم إلا إذا كنا بصدد مشروع إستثمارى كبير، لكن الكثير من الخبراء ورجال الأعمال يؤكدون على ضرورة إجراء دراسة جدوى، حتى للمشاريع المتوسطة، بل وأيضا للمشاريع الصغيرة ذات الميزانيات المحدودة.
وتتضمن دراسة الجدوى العديد من الجوانب مثل وصف المنتج أو الخدمة، والبيانات المحاسبية، وتفاصيل العمليات والإدارة، والبحوث والسياسات التسويقية، والبيانات المالية، والمتطلبات القانونية والالتزامات الضريبية… وغيرها من الأمور، وفي هذا المقال سنتعرف على ما هو مفهوم دراسة الجدوى، وأنواعها، وكذلك كيفية إعدادها، لذا تابع معنا.
ما المقصود بدراسة الجدوى لمشروع؟
دراسة الجدوى هى أداة لتحديد جدوى فكرة ما ، وهدف الدراسة هو التأكد من أن فكرة المشروع قابلة للتنفيذ قانونيا وتقنيًا واقتصاديا. بحيث اننا فى نهاية الدراسة نستطيع أن نقرر ما إذا كان المشروع يستحق الاستثمار من عدمه، ففي بعض الحالات ، قد تكون هناك معوقات تمنع تنفيذ المشروع ككثرة الموارد التى يجب تخصيصها لهذا المشروع وغيرها الكثير من الأسباب، أو ربما نجد أن المشروع غير مربح فى النهاية، إذا يمكننا القول أن دراسات الجدوى الإقتصادية هى الأداة التى تمكننا من تحديد القرار الاستثماري المناسب لتنفيذ المشروع.
دراسة الجدوى هي تقييم عملي لخطة مشروع جديد، وما إذا كانت الفكرة المقترحة قادرة على توليد عوائد كافية لتبرير الاستثمار أم لا، وعليه يتحدد القرار بالمضى قدما فى المشروع أو صرف النظر عنه. ويجب تحديد عدة أمور لتكوين انطباع عام حول طبيعة هذه الفكرة، ومنها:
هل الفكرة المقترحة قابلة للتنفيذ؟
فكرة المشروع قد تكون منتج أو خط إنتاج جديد أو سوق مستهدف أو منافس، حيث يجب التاكد من أن المشروع قابل للتنفيذ ولا توجد معوقات تحول دون ذلك.
هل تمتلك الشركة الموارد اللازمة؟
يتم ذلك من خلال تحديد التكاليف المتوقعة للمشروع وقدرة الشركة على تحملها.
هل يحقق عائد إيجابي على الاستثمار كما هو
متوقع؟
يتم ذلك من خلال إحتساب أرباح المشروع المتوقعه وتحقيق عائد مرضى على الإستثمار، مما يشجع على تنفيذه وتحمل تحدياته، وإن لم يكن العائد مجزى، فلا بد من صرف النظر عن المشروع والبحث عن بديل.
أهمية دراسة الجدوى
تقليل المخاطر: دراسة الجدوى تساعد في تقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمار في مشاريع جديدة، فمن خلال الدراسة يستطيع المستثمر تبين التحديات التي قد تواجهه في المستقبل.
ضمان الإستخدام المثل للموارد: بفضل الرؤية الشاملة التي توفرها دراسة الجدوى، يمكن للمستثمرين تحديد أفضل الطرق لاستغلال الموارد المتاحة لديهم.
اتخاذ قرارات مستنيرة: تمكن دراسة الجدوى الإقتصادية من إتخاذ قرارات إستراتيجية مبنية على أسس ومعلومات دقيقة عن كل جوانب المشروع .
أنواع دراسة الجدوى
تشمل دراسات الجدوى العديد من الجوانب التى تمكن المستثمر فى إتخاذ قراره الإستثمارى والوقوف على حقيقة مدى ملائمة فكرة المشروع المقترح لموارده وقدراته، وتشمل دراسات الجدوى العديد من الدراسات مثل :-
- الجدوى الفنية للمشروع : هى الدراسة التى تبحث فى الموارد التكنولوجية والخبرة المعرفية التي تؤهل الشركة لإكمال المشروع المقترح، وتفيد دراسة الجدوى الفنية في تقييم المعدات والألات المستخدمة والبرامج التقنية التي تمتلكها الشركة، ومدى قدرتها على تلبية متطلبات المشروع، بما فى ذلك تقييم العمالة اللازمة للمشروع ومدى توافرها، وقدراتها على إنتاج المنتج أو الخدمة بالمستوى المطلوب وتقدير الدورات التدريبية للعاملين.
- الجدوى التسويقية للمشروع : وتهدف إلى تحديد حجم السوق المستهدفة، وتقييم الطلب على المنتج أو الخدمة المقدمة وإتجاهها، وتساعد في فهم العملاء المحتملين، وتحليل سلوك السوق والمنافسة، وأكبر المنافسين فى السوق، بالإضافة الى تحديد استراتيجيات التسويق المناسبة.
- الجدوى الاقتصادية للمشروع :وتشمل هذه الدراسة عدة نواحى مثل التكلفة الإجمالية للمشروع وتحليل التكاليف، ونسبة الاستثمار الخارجي المتوقع، والربح أو العائد المادى المتوقع تحقيقه من المشروع ، والغرض من ذلك تحديد ما إذا كانت فكرة المشروع تستحق كل هذا العناء من عدمه، ويمكننا القول أن دراسة جدوى مشروع الغرض منها هو تقييم لكافة الجوانب الاقتصادية للمشروع.
- الجدوى القانونية للمشروع : وتهدف الى تقييم الجوانب القانونية المتعلقة بالمشروع، وتشمل: عدم تعارض المشروع مع اى قوانين خاصة بالبيئة أو الأمن الصناعى وغيرها من القوانين، وتحديد المتطلبات القانونية من عقود ومستندات، والتشريعات المعمول بها فى بلد الإستثمار وتأثيرها على المشروع، وتقييم التراخيص التصاريح اللازمة للإنشاء والتشغيل، بالإضافة إلى تحليل المخاطر القانونية المحتملة وإمكانية حلها.
- الجدوى المالية للمشروع : تهدف الى تحليل كافة الجوانب المالية للمشروع، مثل التمويل اللازم للمشروع وإمكانية الحصول عليه، و تقدير التكاليف الرأسمالية والتشغيلية، وتحليل هياكل التمويل المحتملة سواء من حقوق الملكية أو من القروض، وكذلك تقييم القدرة على تحمل المخاطر المالية.
- الجدوى الزمنية للمشروع : والتى من خلالها يتم وضع جدول زمنى للإنتهاء من المشروع حفاظا على سمعة المؤسسة مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي للبلاد، ومدى توفّر السيولة، بالإضافة لتوفّر الأيدي العاملة وقدرتها على الإنجاز.
- الجدوى التشغيلية للمشروع : من المهم تحديد ما إذا كان المشروع المقترح يتناسب مع مواردك البشرية وأهدافك الاستراتيجية، ويحل مشكلة حالية أم تستغرق كل تلك الموارد بدون نفع حقيقي يستحق.
قد يعجبك أيضا
ماهى صناديق الإستثمار المشتركة Mutual Funds؟
الخلاصة
تنفيذ مشروع أو فكرة تجارية جديدة ليس أمرًا سهلاً، ولكن بفضل دراسات الجدوى، تمكن رجال الأعمال والمؤسسات من تقييم فرص نجاح أى مشروع جديد من خلال فهم الجوانب المختلفة لدراسة الجدوى من دراسات الجدوى الفنية، والاقتصادية، والتسويقية، والمالية وحتى القانونية والبيئية بما يمكنهم من اتخاذ القرارات الإستراتيجية بخصوص إنشاء مشروع من عدمه بناء على معلومات دقيقة.
ومع تطور الاقتصاد وتزايد التحديات في السوق المحلى العالمي، أصبح لزاما الأخذ بعين الاعتبار كافة الجوانب المحتملة قبل بدء أي مشروع وضمان نجاح المشروع واستدامته على المدى الطويل.