![]() |
الرهان على وعى الشعوب قد يكون خاطئ أحيانا |
بعد تصاعد أعداد الوفيات خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى مايزيد عن ٢٠ حالة وفاة يوميا، وزيادة أعداد المصابين لتقترب من رقم ٤٠٠ مصاب يوميا، ينبغى على هذا الشعب أن يتحمل مسئوليته كاملة، فلا يمكننا الإستمرار فى الرهان على وعى الشعب، وهو ماحذر منه كل الخبراء على مدى الأسابيع الماضية.
عدد المصابين لا يقلقنى فأنا وغيرى نعرف أنه ليس العدد الحقيقى للمصابين، ولكنه عدد الأشخاص الذين يتقدمون طوعا منهم لإجراء الفحص عند شعورهم بأعراض المرض، ولكن لو توسعنا فى الفحوصات كما تفعل أغلب الدول المتقدمة فسوف تكون أعداد المصابين أضعاف أضعاف هذا الرقم.
مايهمنى هو السبب فى تعدى عدد الوفيات، لنسنة ٧٪ من أعداد المصابين (الغير حقيقى)، وذلك التصريح الغريب الذى رددته وزرارة الصحة بأن مايقرب من ٣٠٪ من الوفيات تحدث قبل دخول المستشفى أو أثناء أخذ العينة أو أثناء إنتظار النتيجة، وذلك بالفعل شئ عجيب أرجعه البعض لثلاثة أسباب:-
الأول أن البعض يعتقد أن ما أصابه مجرد نزلة برد عادية وكلنا محترفى التداوى داخل المنزل ثم يفاجأ بعد تدهور حالته أنه مصاب بالفيروس.
الثانى هو ذهاب البعض لبعض الأطباء فى العيادات الخاصة أو فى المستشفيات الخاصة، ونظرا لعدم خبرتهم بالفيروس فإنه يتم التشخيص الخاطئ على أنها أنفلونزا عادية أو إلتهاب رئوى ويتم العلاج بالمضادات العادية التى تزيد الحالة وتدفعها للتدهور وعند إكتشاف ذلك تكون فرصة العلاج قد إنتهت وتمكن الفيروس من الرئة.
السبب الثالث هو أن البعض يخاف أن يذهب للمستشفيات المتخصصة كالحميات أو الصدر وخصوصا إذا كان حوله مخالطين يخاف عليهم من البهدلة والعزل وكافة الإجراءات الأخرى، والتى يعتبرها البعض من الجهلة مقيدة للحرية وفضيحة له ولأفراد أسرته وكل من تعامل معه.
فهل يجوز لنا الرهان على وعى الشعوب فى هذه الحالة؟ بالتأكيد الإجابة بالنفى فكيف نراهن على وعى شعب قام بمظاهرة للتنديد بالفيروس رغم حظر التجمعات! وكيف نراهن على وعى شعب صنع مجسما للكعبة ليطوف به الناس إشتياقا للمسجد الحرام! وكيف نراهن على شعب أقام الأفراح والليالى الملاح فى الأزقة والطرقات! وكيف نراهن على وعى شعب نزل بعشرات الآلاف للعتبة والموسكى وبين السورين، وبمئات الآلاف فى أسواق عشوائية فى كل المحافظات، فى الوقت الذى بدت فيه عواصم العالم كأنها مدن للأشباح، وكأن الفيروس ينام نهارا ويصحو ليلا.
الرهان على وعى الشعب رهان خاسر فالشعب يتصرف وكأن شيئا لم يكن، ولو إستمرينا بهذه الطريقة فأخشى ماأخشاه أن يرتفع حجم المصابين لما فوق قدرات المنظومة الصحية، التى هى متهالكة بالأصل منذ زمن بعيد.
قد يعجبك أيضا
الشعب فى وقت الحظر
قد يعجبك أيضا
الشعب فى وقت الحظر
تعليقات: 0
إرسال تعليق