أخر الاخبار

فيروس كورونا رايح جاى

فيروس كورونا رايح جاى

قادتنى قدماى الإسبوع الماضى وتحديدا فى ثالث أيام العيد للقاء مجموعة من الأصدقاء فى إحدى المناطق الشعبية بمدينة القاهرة.

والحقيقة أنا صدمت لما رأيته فى ذلك اليوم من العديد من المظاهر التى تؤكد أننا نسينا أو تناسينا وجود فيروس كورونا، وبدأنا نتعامل وكأن شيئا لم يكن، لكنى لهول مارأيت أكاد أجزم أن الفيروس مستمر وقادم بضراوة.
فيروس كورونا رايح جاى
فيروس كورونا رايح جاى

إن إنخفاض أعداد المصابين والوفيات اليومية لا يعنى على الإطلاق أن الفيروس إنتهى أو أنه فى سبيله إلى الإنتهاء، وبالتالى نسيان كل الإجراءات الإحترازية اللازمة، وليس ما يحدث فى الأمريكتين ودول أوروبا ببعيد، فقد عاد الفيروس ليضرب بضراوة فى بعض البلاد مرة أخرى بعض فترة طويلة من الإنخفاض.

وقد لفت نظرى بعض الملاحظات على السلوك الخاطئ للكثير من المواطنين، ولا أظن أن هناك مبررا كافيا يدعونا إلى السلام باليد والعناق، بل وتبادل القبلات بين الأهل والأصدقاء، ولا أظن أنه من الحكمة إهمال لبس الكمامات، حتى أننى شعرت بالغربة عن المكان عندما وجدت أنى أنا الوحيد الذى يرتدى كمامة، ومازالت أحتفظ بزجاجة الكلور داخل جيبى.

فالموضوع لم يعد يشغل بالنا ولا يلقى الكثير من الإهتمام كما كنا نفعل سابقا عند إنتشار الفيروس، ولم نعد نتابع أي أخبار واردة بذلك الشأن.

حتى القرارات الحكومية الخاصة بإرتداء الكمامات والإحتفاظ بالتباعد، ضربنا بها عرض الحائط، وأصبح إرتداء الكمامات في الدخول للجهات الحكومية ليس نوعا من القناعة بأهمية إرتدائها، بقدر ماهو ضرورة لإنجاز أعمالنا فى هذه المصلحة، وبمجرد خروجنا من الجهة الحكومية نقوم بنزعها  كأنها طوق يكتم أنفاسنا.

لكن هذا شئ وذاك الكم من زفات العرائس شئ أخر، فى منتهى البشاعة، مئات من الأشخاص يمشون وراء الزفات دون كمامة ودون مراعاة للتباعد الإجتماعى، مع كم من الضجيج والصخب من عشرات بل مئات من الدراجات البخارية، شئ لا يحتمله أى إنسان.

حتى القهاوى والكافيتيريات والتى كانت تلتزم بالتعليمات فيما سبق، تناست كل شئ وعاد البعض منهم خصوصا فى المناطق الشعبية البعيدة عن الرقابة للعب الطاولة والدومينو وتقديم المشروبات فى أكواب زجاجية دون مراعاة لقواعد الصحة العامة.

بل وصل الأمر ببعض هذه القهاوى والكافيهات بتقديم الشيشة لرواده سرا، ضاربين بكل الإجراءات الإحترازية عرض الحائط.

وقد قامت وزارة الصحة بوضع إستراتيجية للتعامل مع فيروس كوفيد19 ونجحت في ذلك ومازال النجاح مستمر إلى الآن ووفرة الكثير من الأماكن لإعطاء اللقاحات للمواطنين، وكذا أماكن  لعزلهم إذا إقتضت الحالة، وهى مجهودات تستحق كل الشكر والثناءللجهد المبذول، فكيف لنا أن نضيع كل ذلك!!

وقد يرى البعض أنى أضخم من الموضوع، لكنى شبه متأكد أننا لو إستمرينا على هذا السلوك، فالنتيجة الطبيعية هى عودة الإصابات والوفيات إلى الإرتفاع، فلعلنا جميعا ننتبه لذلك، فالفيروس لم ينتهى بعد.

نعم كورونا لم تنتهي بعد، ولزاما علينا  إتباع كل الإجراءات الإحترازية الشكلية والجوهرية، والتى أقرتها منظمة الصحة العالمية.

قد يعجبك أيضا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-