أخر الاخبار

مقتطفات الذكاء الاصطناعي لمحرك بحث جوجل وتاثيرها على التدوين

 مقتطفات الذكاء الاصطناعي لمحرك بحث جوجل وتاثيرها على التدوين

شهدت محركات البحث في الأيام الماضية، وخاصة محرك بحث جوجل Google ، ثورة هائلة مع التطور المستمر للذكاء الاصطناعي(AI) ، ولم يعد الأمر يقتصر على مجرد عرض الروابط التقليدية، بل أصبحنا نرى "مقتطفات الذكاء الإصطناعي" أو "نتائج البحث المعززة بالذكاء الإصطناعي" تظهر بشكل متزايد في مقدمة صفحات نتائج محرك بحث جوجل .

كما هو معلوم فأن هذه المقتطفات تستخلص المعلومات الأساسية والإجابات المباشرة من المحتوى الموجود على الويب، لكنها أحدثت تأثيرات عميقة على المدونين والمدونات ومنشئي المحتوى بشكل عام.

فما هي أبرز هذه التأثيرات، ولماذا أثارت كل هذا اللغط، وكيف يمكن للمدونين التكيف مع هذا الواقع الجديد لمحركات البحث؟ كلها أسئلة مشروعة إجابتها في هذا المقال.

شرح تأثير مقتطفات الذكاء الاصطناعي لمحرك بحث جوجل على مستقبل التدوين وكيفية تفادي هذه الأثار
مقتطفات الذكاء الاصطناعي لمحرك بحث جوجل وتاثيرها على التدوين

هيمنة المقتطفات المعززة بالذكاء الاصطناعي: تحدٍ جديد للمدونين

كما نعرف جميعا أن الهدف الأسمى والأساسي لأي مدون هو الوصول إلى المرتبة الأولى في نتائج محركات بحث جوجل، لكن اليوم الوضع إختلف، وأصبحت هذه المرتبة مهددة بوجود مقتطفات الذكاء الاصطناعي.

ببساطة عندما يتمكن المستخدم من الحصول على إجابة سريعة ومباشرة من هذه المقتطفات على محرك البحث، تقل احتمالية نقره على رابط المدونة، وهذا يعني أن حركة المرور العضوية (Organic Traffic) للمدونات قد تتأثر سلبًا، خاصة للمدونات التي تعتمد على المحتوى القصير أو الإجابات المباشرة كالمدونات الإخبارية مثلا.

ومع ذلك، لا تزال هناك فرص للمدونات للظهور في هذه المقتطفات المعززة بالذكاء الاصطناعي، حيث يعتمد محرك بحث Google على خوارزميات الذكاء الإصطناعي لفهم المحتوى واختيار الأجزاء الأكثر صلة لعرضها كمقتطف.

لذا، يجب على المدونين التركيز على كتابة وإنشاء وتقديم محتوى عالي الجودة، منظم بشكل جيد، ويجيب على أسئلة محددة بوضوح وإيجاز، مع استخدام العناوين الفرعية الواضحة، والقوائم المرقمة والنقطية، والفقرات القصيرة، كل ذلك يمكن أن يزيد من فرص ظهور المحتوى في هذه المقتطفات.

تحسين المحتوى للظهور في نتائج الذكاء الاصطناعي: استراتيجيات للمدونات

للتكيف مع هذه التغيرات، يجب على المدونين تبني استراتيجيات جديدة.

أولًا، يجب التركيز على فهم "نوايا البحث" للمستخدمين، ما الذي يبحثون عنه بالضبط؟ ما هي الأسئلة التي يطرحونها؟ بناءً على هذا الفهم، يمكن صياغة المحتوى ليقدم إجابات شاملة ومفصلة.

ثانيًا، يمكن للمدونين الاستفادة من "الذكاء الاصطناعي التوليدي" (Generative AI) في إنشاء محتوى يساعد على الظهور في المقتطفات.

على سبيل المثال، يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لاقتراح عناوين جذابة، وكتابة المقالات، أو حتى توليد إجابات مختصرة ومباشرة من خلال  Gemini  الذكاء الاصطناعي الخاص بجوجل أو   Chatgpt  وتحسين المدونات على محركات البحث، بحيث يمكن أن تستخدمها جوجل كمقتطف.

ثالثًا، لا يزال "المحتوى العميق" و"المعلومات المتخصصة" يحتفظان بقيمتهما، فالمقتطفات المعززة بالذكاء الإصطناعي غالبًا ما تقدم لمحة عامة سريعة غير متعمقة، ولكن المستخدمين الذين يبحثون عن تفاصيل أعمق، أو وجهات نظر فريدة، أو تحليلات معمقة، سيظلون يتجهون إلى المدونات المتخصصة والموثوقة.

رابعا، يجب على المدونين عدم الإعتماد الكلي علي الزيارات العضوية من محركات البحث، وآن الأوان أن يهتموا بالزيارات التي تأتي عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وضرورة الترويج للمدونات عليها.

الخاتمة

إن قيام شركة جوجل بإستخدام الذكاء الاصطناعي وظهور مقتطفات الذكاء الإصطناعي في محرك جوجل، Google خطوة قد يكون لديها تأثير على التدوين، لكن ذلك ليس نهاية عصر المدونات.

حقيقة الأمر أنه هودعوة للتطور والتكيف، إذ يجب على المدونين أن يكونوا أكثر ذكاءً في كيفية إنشاء المحتوى وتحسينه، من خلال التركيز على جودة المحتوى، وتقديم إجابات واضحة ومباشرة، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بذكاء، بما يمكن المدونين الاستمرار في جذب القراء.

بناء المجتمعات حول المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي سيصبح شيئا جوهريا لأي مدون في عصر الذكاء الاصطناعي، إن مستقبل المدونات يكمن في التكيف مع هذه التحديات واستغلال الفرص الجديدة التي يتيحها التقدم المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي.

 

 

 

 

 

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-