أخر الاخبار

كيف تحافظ على مدخراتك من أثار إرتفاع التضخم

 

كيف تحافظ على مدخراتك من أثار إرتفاع التضخم

يعد إرتفاع معدل التضخم أحد المشاكل التى تواجه الكثير من المدخرين والمستثمرين، لما يعنيه لهم من فقد لقيمة أموالهم، وإنخفاض قوتها الشرائية، وبالتالى تاكلها عبر الزمن، وهنا يثور السؤال عن كيفية الحفاظ على المدخرات من التضخم، وأى الوسائل والأدوات المالية المناسبة التى يجب الإستثمار فيها، خصوصا إذا كانت هذه المدخرات هى المصدر الوحيد لتوليد الدخل اللازم للإنفاق على المعيشة.

تُعد مواجهة معدلات التضخم العالية تحديًا كبيرًا للمدخرين والمستثمرين، حيث يؤثر التضخم على القيمة الحقيقية للأموال وتقلل من القوة الشرائية لها، لذا كان من الضروري التفكير بطرق إستثمارية تساهم في حماية رأس المال من التآكل بفعل التضخم.

كيف تحافظ على مدخراتك من أثار إرتفاع  التضخم
كيف تحافظ على مدخراتك من أثار إرتفاع  التضخم


ماهى أدوات الإستثمار المفضلة فى اوقات إرتفاع التضخم

الحقيقة ان هناك عدة إستراجيات للحفاظ على المدخرات والإستثمارات فى وقت التضخم العالى، وذلك من خلال الإستثمار فى عدة أصول.

الإستثمار فى الأصول الحقيقية

 واحدة من أفضل الطرق للاستثمار في ظل هذه الظروف من إرتفاع التضخم، هي الاستثمار في الأصول الحقيقية مثل العقارات والمعادن الثمينة كالذهب والفضة، حيث تعتبر العقارات ملاذًا آمنًا لأنها غالبًا ما تحتفظ بقيمتها أو حتى تزيد مع مرور الوقت، بينما يُعتبر الذهب مخزنًا للقيمة عبر العصور.، وأتحدى أن يكون اى منا قد قام بشراء ذهب او عقار وقام ببيعه بخسارة، فهذه الأصول ترتفع قيمتها مع إرتفاع التضخم وبذلك تحتفظ بقيمتها على مر العصور.

الإستثمار فى الأسهم

أحد الخيارات الناجحة فى الحفاظ على قيمة النقود من التاكل هى الاستثمار في الأسهم كأحد الأوراق المالية التي تنتمي إلى شركات قوية وناجحة، خاصة تلك التي تعمل في قطاعات تحتاجها الناس باستمرار ولن تتوقف أبدا عن شراءها مثل الأغذية والطاقة.

إذ أن هذه الشركات تستطيع نقل تكلفة التضخم إلى المستهلكين من خلال زيادة الأسعار، وهي غالباً ما تكون قادرة على تحقيق أرباح قياسية حتى في أوقات التضخم العالي.

هذا بالإضافة أن هذه الأسهم تقدم توزيعات أرباح منتظمة، وهو ما يجعلها خيارا جيدا للمدخرين والمستثمرين، فهى توفر دخلًا ثابتًا بخلاف الرباح الراسمالية والتى يمكن أن تساعد في تعويض تأثير التضخم.

الإستثمار فى السندات

وأخيرًا، يمكن النظر في السندات المرتبطة بالتضخم مثل السندات الحكومية المرتبطة بمؤشر الأسعار، حيث يتم تعديل قيمتها وفقًا لمعدلات التضخم، مما يوفر حماية ضد تآكل القيمة الحقيقية للاستثمار، وتعتبرهذه السندات خيارًا آمنًا نسبيًا لأنها مدعومة من قبل الحكومة وتقدم عائدًا ثابتًا يمكن أن يتماشى مع معدلات التضخم.

قد يعجبك أيضا 

كل ماتريد أن تعرفه عن أذون الخزانة

المحافظ المالية

قد يتبادر للبعض السؤال عن أفضل الطرق الثلاثة السابق ذكرها للإستثمار، وهنا أذكركم بمثل قديم كان يرويه لنا أجدادنا وأصبح من تراثنا الذى نردده كثيرا " لا تضع البيض كله فى سلة واحدة" والذى هو بداية طريقنا لتكوين المحافظ المالية.

فكرة المحافظ المالية

بدلا من وضع العديد من البيض فى سلة واحدة، يمكنك وضع العديد من الأصول المختلفة فى محفظة واحدة، هذا التنوع فى المحافظ المالية هو استراتيجية استثمارية تهدف إلى تقليل المخاطر وزيادة العوائد من خلال توزيع الاستثمارات عبر مجموعة متنوعة من الأصول المالية، إذ تعتبر هذه الاستراتيجية واحدة من أهم المبادئ التي يجب أن يتبعها المستثمرون لتعزيز استقرار محافظهم المالية، وذلك من خلال توزيع الاستثمارات على أسهم، وسندات، وعقارات، وذهب، وسلع، وغيرها من الأصول، بما يمكن المستثمرين من تقليل التأثير السلبي لأي استثمار فردي ( فى أصل واحد) قد يتعرض لخسائر.

ولتوضيح الفكرة أكثر فإن فوائد تنوع المحافظ المالية تتمثل فى تقليل المخاطر المرتبطة بالسوق، حيث أن الأداء السيئ لأحد الأصول قد يتم تعويضه بالأداء الجيد لأصل آخر، فعلى سبيل المثال، إذا كانت الأسهم تعاني من تراجع في السوق، قد تكون السندات أو العقارات أكثر استقرارًا وتوفر عوائد معقولة، هذا التنوع يساهم في تحسين معدل العائد الإجمالي للمحفظة عبر الزمن، ويمنح المستثمرين فرصة لتحقيق أهدافهم المالية بدون التعرض لمخاطر كبيرة.

بالإضافة إلى ذلك، يساعد تنوع المحافظ المالية في مواجهة التقلبات الاقتصادية والسياسية، حيث يمكن أن تتأثر الأسواق بشكل كبير بسبب الأحداث غير المتوقعة، وذلك من خلال توزيع الاستثمارات عبر مجموعة متنوعة من الأصول والقطاعات الجغرافية، يمكن للمستثمرين حماية أنفسهم من التقلبات الكبيرة وتقليل التأثير السلبي على محافظهم، وفي النهاية، يُعتبر التنوع أداة قوية لتحقيق الاستدامة المالية والنمو المستدام على المدى الطويل.

نظرية المحافظ المالية

تعتبر نظرية المحفظة الحديثة (Modern Portfolio Theory) التي طورها هاري ماركويتز في الخمسينيات من القرن الماضي واحدة من أشهر النظريات في هذا المجال، ماركويتز قدم مفهوم التنويع كوسيلة لتقليل المخاطر، حيث أوضح أن تنويع الاستثمارات عبر مجموعة واسعة من الأصول يمكن أن يقلل من تأثير تقلبات الأسعار على المحفظة ككل، كما أشار إلى أن الدمج الأمثل للأصول يجب أن يعتمد على تحليل العلاقة بين العائدات والمخاطر لكل أصل، وكذلك الارتباط بين أداء الأصول المختلفة.

تعد نظرية التنوع في الاستثمارات المالية (Diversification) من أهم المبادئ التي يتبعها المستثمرون لتحقيق استقرار أكبر وعوائد أفضل في محافظهم الاستثمارية، حيث تقوم هذه النظرية على فكرة توزيع الاستثمارات عبر مجموعة متنوعة من الأصول المالية بهدف تقليل المخاطر، بدلاً من وضع كل الأموال في سهم أو أصل واحد، يقوم المستثمر بتوزيع أمواله على عدة أسهم وأصول مختلفة. هذا التنوع يساعد في تقليل تأثير الأداء السيء لأي استثمار فردي على المحفظة الكلية.

وعليه فإن نظرية المحافظ المالية هي مجموعة من المبادئ والاستراتيجيات التي تهدف إلى تحسين إدارة الاستثمارات وتحقيق أقصى عائد ممكن مع تقليل المخاطر. تعتمد هذه النظرية على تحليل شامل لمكونات المحفظة المالية، مثل الأسهم والسندات والأصول الأخرى، وتوزيعها بطريقة توازن بين المخاطر والعوائد المحتملة.

بمجمل القول، تنوع المحفظة الاستثمارية والاختيار الدقيق للأصول يمكن أن يساهم في حماية رأس المال من التأثيرات السلبية للتضخم العالي.

الخلاصة

إذا كنت مدخر او مستثمر وتريد الحفاظ على قيمة نقودك من التاكل بفعل التضخم، فيجب عليك إنشاء محفظة إستثمارية يكون أساسها التنوع فى الأصول من أسهم وسندات وذهب وعقار وعملات اجنبية وغيرها من الأصول التى تحتفظ بقيمتها وترتفع مع إرتفاع التضخم، مع الوضع فى الإعتبار سيولة الأصل وإمكانية تحويله لنقد عند الحاجة إليه، ولا مانع من الإحتفاظ ببعض الأموال فى صورة ودائع أو شهادات أو حتى كاش ولكن بقدر ضئيل.

أتمنى أن أكون قد أفدتكم فى هذه المقالة، وإن أعجبتكم، رجاء تبادلها مع أصحابكم واصدقائكم حتى يعم النفع على الجميع.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-