كيف تصبح كاتبا ناجحا ومحترفا ؟
الكتابة من أهم أشكال التواصل بين البشر من قديم الزمان، وقد مرّت الكتابة بالعديد من المراحل حتى وصلت الى مانحن عليه فى وقتنا الحاضر، فالكتابة فن ومهارة تحتاج الى التطوير والتعلم المستمر، ولكى تصبح كاتبًا جيدًا يجب عليك اتباع الكثير من النصائح والإرشادات، وأن تكتب فيما تعرفه وتجيده ، وأن تجعل الكتابة إحدى عاداتك اليومية، وأن تكون القراءة شئ أساسى فى حياتك، ذلك إن أردت أن تصبح كاتبًا متميزًا.
قد يتساءل البعض هل الكتابة من اجل الكتابة فقط والتعبير عن الرأى والأحاسيس، أم الكتابة من اجل إمتهان عمل والكسب منه، والحقيقة ان هناك من يكتب فقط بغرض الكتابة وإشباع شغفه ورغبة فى إخراج أحاسيسه، وهناك من يتخذ الكتابة مهنة يتربح منها.
على أية حال إن كنت تريد أن تحقق حلمك وتصبح كاتب متميز ومحترف فيجب ان تلمس كتاباتك قلوب الناس، وأن تحاول أن تساعد على التغيير وتنقل أفكارك بسلاسة وتشوق لقرائك، وأن تكون كتاباتك مفيدة للناس، وأن تثرى معلوماتهم حتى تحصل على كامل اهتمامهم وثقتهم.
وسوف نتحدث فى هذا المقال الحطوات والإجراءات التى يجب إتباعها فى كتاباتك، وحتى تصبح كاتب متميز وتحوذ ثقة جماهيرك.
الإكثار من القراءة
إذا اردت ان تصبح كاتبا ناجحا محترفا فعليك بالقراءة، فالقراءة هى مفتاح تحسين مهارات أى كاتب، ويتم ذلك من خلال قراءة أعمال الآخرين، والتنويع في الكتب التي يتم قراءتها، فعلى سبيل المثال إذا كان الكاتب يفضل كتابة القصص والروايات فيجب عليه أن يقرأ الكثير من الراويات والقصص المعاصرة، والروايات الكلاسيكية، بالإضافة إلى الروايات والقصص فى المجالات المختلفة حتى العلمية والخيالية منها، لأن القراءة مهمة لتحسين مهارة الكتابة سواء كانت القراءة داخل دائرة الاهتمامات أم لا، فالكاتب مطالب بأن يعرف بعض الشئ عن كل شئ ، وأن يعرف كل شئ عن شئ.
الإستمرار وعدم التوقف عن الكتابة
لكى تصبح كاتبا ماهرا فيجب أن تقوم بممارسة الكتابة دائما ولا تتوقف عنها أبدا، فالإستمرار فى الكتابة وعدم التوقف عنها أحد العناصر الأساسية التى تصنع كاتبا محترفا، ولذلك كان كبار كتابنا يضعون جدول خاص بالكاتبة، فمثلاً كاتبنا المشهور نجيب محفوظ كان يستيقذ مبكراً لكتابة قصصه ومقالاته، ويبدأ الكتابة من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الثانية مساءا ، حتى أصبح ذلك من روتين حياته، وغيره الكثير من مشاهير الكتاب كانوا ومازالوا يفعلون ذلك.
تهيئة الظروف والبيئة المناسبة للكتابة
تهيئة البيئة المحيطة بالكاتب هامه للغاية، وقد يظن البعض أن ذلك نوع من الرفاهية المفرطة، لكن مايجهله البعض الأخر أن هناك طقوس للكتابة، فلكل كاتب طقوس محددة لا يستطيع الكتابة إلا بتوفر هذه الطقوس فمنهم من يستعد للدخول الى المحراب لبداية الكتابة، ومنهم من كان يسير مسافات طويلة في الصباح الباكر قبل الكتابة مثل الكاتب نجيب محفوظ، ومنهم من لا يكتب إلا وبجواره فنجان القهوة مصحوبة بعلبة السجائر، مثل بلزاك وفولتير اللذين كانا يحتسيان ما بين 40 و50 فنجان قهوة، ومنهم من يفضل الجلوس بالمقهى، فيما يعشق البعض الآخر العزلة والهدوء التامين، وهناك من يعشق الموسيقى، وهناك من يرتدي ملابسه كاملة كمن يستعد لحفل كبير.
هناك العديد من الطرق الغريبة والطريفة
والتى يطلق عليها العادات الكتابية أو الطقوس ولا يعنى هذا هو الروتين الممل فى
الكتابة، فهناك اوقات يضطر فيها الكاتب الى التغيير للتغلب على مايسمى "الانسداد الكتابي"، وحينها قد يغير الكاتب
من عاداته أو يثور عليها أو يستسلم لهذا الانسداد حتى يغادره ذاك الشبح.
البحث المستمر
الكتابة الجيدة تقوم على البحث العميق، الذي يساعد على زيادة المعلومات الموجودة بين يدي الكاتب مما يسهل ويحسن عملية الكتابة، ومن الجدير بالذكر أنه خلال عملية البحث يجب دراسة المراجع التي لجأ إليها المؤلّفون الأخرون للتعرف على الممارسات البحثية المتميزة لديهم ، كما أن البحث يساعد على تقوية النص الذي تتم كتابته وتقوية بلاغته وتجعله أكثر تأثيراً.
يساعد البحث المستمر أيضا عن الوصول لأفكار جديدة للكتابة، ما كان
يتوصل إليها الكاتب، ويظل يدور فى فلك واحد مكررا كتاباته.
العصف الذهني
العصف الذهنى أسلوب تفكير إبداعي للتوصل إلى أفكار جديدة وعادة مايتم بإستخدام فرق أو مجموعات للتفكير بهدف ابتكار أفكار جديدة وإيجاد حلول بشكل جماعي.
الغرض الرئيسى من جلسة العصف الذهني في
توليد وابتكار العديد من الأفكار، بغض النظر عن جودتها، حيث يتيح إمكانية اقتراح
أفكار إبداعية، ويوفّر تشجيع الجميع على التفكير بحرية أكبر وعدم الخوف من مشاركة
أفكارهم، ثم البحث فى الأفكار للعثور على أفضل حل ممكن لمشكلة ما.
جلسات العصف الذهنى ليست فقط للمجموعات ، بل هى عملية مفيدة أيضًا للأفراد بما فيهم الكتاب الذين يحتاجون إلى استكشاف أفكار إبداعية جديدة، فالجلوس بمفردك وكتابة كل الأفكار التى تاتى أو تتبادر الى ذهنك فى موضوع معين سواء كانت بسيطة أو تبدوا تافهة ، دون تصفية ودون إستبعاد اى فكرة، فقد تاتيك أفضل الأفكار عندما تجمع بين عدة أفكار صغيرة وغير مترابطة ، هذا التركيز وهذا الجمع بين هذه التقنيات يمكن أن يساعدك في العثور على مواضيع جديدة ومثيرة لقصصك ومقالاتك.
من الجدير بالذكر أنه ليس هناك ضرورة
لكتابة الأفكار بطريقة مفصلة ومفرطة التفاصيل في العصف الذهني، وليس هناك ضرورة
لاستخدام الجمل الكاملة أو المعقدة، بل مجرد كلمات مفتاحية تساعد على ترتيب
الأفكار.
كتابة نصوص بلا أخطاء
إن اكثر مايقلق أى كاتب أثناء الكتابة هى الأخطاء الإملائية والقواعدية واللغوية حتى لو كانت بسيطة، مثل عدم التفريق بين التاء المربوطة والمبسوطة أو همزة الوصل والقطع، وغيرها من القواعد الإملائية، ولكى تصبح كاتبا محترفا فيجب عليك ان تتعلم كيفية تجنب مثل هذا الأخطاء ، وأن تقدم نصًّا جميلًا ومكتملًا جملةً وتفصيلًا، غير متضمن أى أخطاء، وهو ما يستلزم مراجعة النص دائما وفى كل مراحل الكتابة وخصوصا قبل النشر.
عرض النصوص على شخص آخر قبل النشر
لا شك أن لكل كاتب بصمته فى كتاباته التى تميزه عن الأخرين، وكتابات اى كاتب بمثابة الإبن الوحيد للكاتب الذى يحرص أن يراه دائما فى أزهى وأبهى صورة، ولذلك يحرص الكاتب الجيد أن يشارك كتاباته ويعرضها بعد الانتهاء منه للزملاء والأصدقاء، فهم العين الثانية التى تطلعك وتكشف لك ما فيه من أخطاء أو عبارات غير مفهومة أو أفكار لم تتناولها وقد تهم القارئ ويجب إضافتها.
قد يعجبك أيضا
بعض النصائح العامة للكتابة
يوجد العديد من النصائح والإرشادات العامة التي يجب إتباعها لتصبح كاتبا متميزا ، وهذه هى بعض النصائح التى يجب إتباعها.- دعم الأفكار بمعلومات صحيحة من مصادر موثوقة.
- تحديد غرض أو فكرة واضحة للنص الذي تتم كتابته، فهذا من أهم شروط نجاح أي كاتب، وهذا يعني أن على الكاتب وضع جمهوره فى دائرة تفكيره، ومعرفة ما هو الشيء الذي سيثير القراء من أجل كتابته.
- ربط المعلومات والفقرات والصفحات ببعضها البعض، وترتيب طريقة عرضها بطريقة سلسة لا ترهق القارئ.
- استخدام الكلمات المناسبة والجمل الموجزة الواضحة التى لا تعطى مجالا للبس.
- لا تكتب عنوانا لا يتماشى مع مضمون المقال بهدف خداع وجذب الزوار.
- كل كاتب وله أسلوبه وطريقته فى الكتابة ولا توجد قاعدة معينة حول كيفية الكتابة.
- الكتابة مهارة يمكن تطويرها وتحسينها ، ويمكنك الالتحاق بدورات أساليب الكتابة المدفوعة أو البحث عن دورات الكتابة المجانية عبر الإنترنت
- عند الكتابة لا بدّ من استخدام لغة وكلمات يفهمها الجميع، وذلك من أجل تسهيل وصول رسالة الكاتب إلى القرّاء، كما يجب مراعاة ألا تكون كلمات الكتابة مفرطة في البساطة أو مملة.